الوصفات التي تتحدث عن خسارة الوزن كثيرة ومعظم الناس يعتمدونها بشكل
عشوائي وغير مدروس، لمجرد أنها تعدهم بتخفيض سريع للوزن، مع العلم بأن هذا
النوع من الوصفات قد يتسبب بمضاعفات صحية كثيرة كالحصى في المرارة وفقدان
كمية كبيرة من الكتلة العضلية، بالإضافة إلى تساقط الشعر وظهور التجاعيد
وسوء التغذية الناتج عن نقص في الفيتامينات والمعادن في الجسم، هذا عدا عن
أنها تزيد من إمكانية استرجاع الوزن المفقود بشكل أسرع.
من جهة
أخرى يلجأ البعض ممن يعتبرون الأكل متعة يرفضون حرمان أنفسهم منها، إلى
المنتجات التي تغزو الأسواق، كالكريمات المنحفة، والألبسة التي تسبب
التعرق، الأقراص التي «تحرق الدهون»، أو الأعشاب التي تسبب الإسهال، لتحقيق
حلم النحافة وما شابه من أمور تضر بالصحة.
من هذا المنطلق، تشدد
اختصاصية التغذية رندا الفهد على أهمية اعتماد نظام غذائي صحي، موضحة أنه
«من الضروري أن يتناول الإنسان وبشكل يومي، الأطعمة التي تحتوي على
النشويات، البروتينات والدهنيات، والتي تكون غنية بطبيعة الحال
بالفيتامينات والمعادن التي يحتاجها الجسم، بالإضافة إلى شرب الماء، مع عدم
إغفال أهمية دور الرياضة وممارستها بشكل منتظم».
كما أشارت الفهد
إلى أهمية المواظبة على تناول الوجبات الأساسية يوميا بقولها «لأننا نتحدث
عن نظام غذائي، يحافظ على الصحة كما الوزن. فعلى مستوى الصحة، فإن من
يفوتون تناول وجبة من الوجبات الأساسية، يشعرون بجوع أكبر ومن تم يتناولون
كمية أكبر من الطعام، وهذا ما يلحق الأذى بصحتهم. كما أن تفويت تناول أي
وجبة، لا يحافظ على وزن ثابت كما يعتقد البعض. ولذلك، لا يكفي تناول ثلاث
وجبات يوميا، بل من الأفضل دعمها بـأشياء بين الوجبة والأخرى».
إلى
ذلك، تحدثت الفهد عما يعرف بالطبق الغذائي وقالت «وهو طبق مقسم إلى قسمين.
الأول يجمع بين الفاكهة والخضار، والثاني، يحتوي في ربع منه، على طعام غني
بالنشويات وفي الربع الآخر على طعام غني بالبروتينات.
فمثلا عند
الصباح يمكن تناول كوب حليب مع ساندويتش من الجبن المضاف إليه بعض الخضار،
وهذه الوجبة تضم ثلاثا من المواد الأساسية التي يجب أن تتوفر في الطبق
الغذائي، ولكي تتضمن البروتينات والفاكهة أيضا يمكن تناول بعض من الجوز
وتفاحة أو كوب من العصير معها».
وعن أنواع الأطعمة التي يجب
الابتعاد عنها، تشير الفهد إلى الدهنيات المشبعة فقط لأن هناك بعض الأنواع
منها مفيدة للجسم. الدهنيات المشبعة توجد في اللحم وفخذ وجلد الدجاج،
الحليب الكامل الدسم والذي يمكن استبداله بالحليب الخالي الدسم.
لكن
هل يجب اعتماد هذا النظام الغذائي بشكل دائم ومستمر؟ وترد الفهد بالإيجاب،
لأن النظام الغذائي الصحي، حسب قولها: «يجنب الإنسان الكثير من المشكلات
الصحية، وخاصة مشكلة البدانة التي يعاني منها الذكور في منطقة الشرق
الأوسط، والتي تتسبب في إمراض القلب، السكري والضغط، كما لبعض الأمراض
السرطانية».
وتشير الدراسات إلى أن هناك ارتفاعا في نسبة البدانة
بين الأطفال الذكور، بسبب «توفر تناول الوجبات الجاهزة التي تؤمنها المطاعم
وبأسعار مقبولة من ناحية، ومن ناحية أخرى بسبب انشغال الأمهات بالعمل خارج
المنزل، مما يحرم الأسرة من تناول الأطباق المنزلية».
وتضيف:
«للأسف، في حين أن الغرب يتجه أكثر إلى تناول الأطباق الشرق أوسطية كالفول،
الفاصوليا، الحمص والبليلة، فإن أطفالنا يعتبرون أن هذه الأطباق ليست على
الموضة ويرفضونها، ومن هنا يأتي دور الأهل في توعية أولادهم على تناول
الطعام الصحي الذي توفره المأكولات العربية».
وعن عدد الكيلوغرامات
التي يمكن أن يخسرها الشخص البدين الذي يعتمد هذا النوع من النظام
الغذائي، تجيب الفهد: «أنصح دائما بضرورة الانتباه إلى الصحة أولا، لأن
التخفيف من الوزن وحده لا يكفي.
ربما لا يعطي النظام الغذائي الصحي
الذي تحدثت عنه، نتائج سريعة لناحية خسارة الوزن، ولكنه يساعد على
المحافظة على وزن ثابت بعد خسارة الكيلوغرامات الزائدة على المدى البعيد.
فالطبق الغذائي الذي نصحت به، يتضمن كل المواد الأساسية التي يحتاجها الجسم
ولكن بكميات قليلة، علما أنه يمكن تناول الشوكولاته والحلويات أيضا، شرط
ألا تتعدى 150 وحدة حرارية.
وتؤكد الفهد على عدم مراقبة الوزن
يوميا بقولها: «في المقابل يمكن القيام بذلك مرتين في الأسبوع حتى لا يتحول
الأمر إلى هوس، خصوصا أن الشخص يمكن أن يلاحظ زيادة في وزنه بين يوم وآخر،
ولكنها زيادة لا تكون في الغالب، بسبب تجمع الدهون، بل بسبب انحباس الماء
في الجسم، نتيجة شرب الماء وتناول طعام يحتوي على الملح، الأمر الذي يتم
التخلص منه تلقائيا في اليوم التالي».
وعن إدمان البعض على تناول
المشروبات الغازية «الدايت» أي من دون سكر على أساس أنها الطريق للصحة
والرشاقة، تشير الفهد إلى أنها نوعان؛ الأول يتوفر في بعض أنواع المأكولات
كالحليب واللبن والسمن والزبدة المخفض كمية الدهنيات فيها، وهذه المنتجات
يمكن تناولها، والثاني عبارة عن مشروبات غازية «الدايت» وهي مرفوضة تماما،
لأنها ليست صحية على الإطلاق.
وآخر الأبحاث تنصح الأشخاص الذين يدمنون تناولها، بالاكتفاء بكوب واحد منها يوميا، لأنه يحتوي على 6 ملاعق صغيرة من السكر.
المهم
في هذا النظام الغذائي كما أكدت الفهد أنه يراعي الجانب الصحي في المقام
الأول، وبالتالي يمكن للأشخاص الذين يعانون من أمراض القلب والضغط،
اعتماده.
كما أنه يساعد الأشخاص الذين يعانون من الاكتئاب، إذا
أضافوا إليه قليلا من المكسرات، ولكنها لا تنصح به لمن يعانون من أمراض
الكلى، لأن البروتينات واللحوم لا تناسبهم.